لماذا غضب المصريون من مشهد مسرحي بالرياض ومسلسل كويتي؟

حالة من الغضب عبر مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، بسبب ما اعتبره نشطاء إهانة للمرأة المصرية من خلال عمل فني يُعرض خلال فعاليات "موسم الرياض" بالعاصمة السعودية، وعبر عمل درامي كويتي يُعرض في شهر رمضان المقبل.

وأثار مقطع مصور للممثلة روجينا زوجة نقيب الممثلين المصريين أشرف زكي ومخرج العرض، وهي ترتدي بدلة رقص قبل دخولها المسرح لتقديم فقرتها الراقصة، والتي يمهد لها الممثل الكوميدي حمدي الميرغني بمكالمة هاتفية مع أحد الأشخاص الذي يطلب منه "سيدة ساقطة".

وما أثار الغضب بشكل كبير هو دخول روجينا للمسرح كونها السيدة المطلوبة وهي ترقص وتغني على أنغام أغنية "المصرية مفيش زيها.. ولا قبلها ولا بعدها".

وهو المشهد الذي أثار غضب المصريين، وعبرت عنه الصحفية المصرية هبة زكريا، بقولها عبر "فيسبوك": "المصرية ليست للعرض في سوق الجواري يا روجينا"، مستنكرة أن تكون هي "الراقصة المعروضة في سوق الجواري تحت ادعاء الفن".

وأضافت: "قطع لسان كل أحد يتطاول على المرأة المصرية، الأم والزوجة والعالمة والمعلمة والثائرة"، مؤكدة أن المرأة المصرية ليس لها مثيل في "كفاحها وصبرها وعطائها وحنانها وتاريخها المشرف".

وشهد مسرح محمد العلي في بوليفارد الرياض بالسعودية الخميس 10 آذار/ مارس الجاري ولمدة 4 أيام، عرض مسرحية "يا ألعب... يا أغلس"، من بطولة: روجينا، مصطفى خاطر، أحمد رزق، محمد ثروت، حمدي المرغني، ميريهان حسين، ويزو، وإخراج أشرف زكي.

وفي الواقعة الثانية، دشن نشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغ "#وقفمسلسلمنشارعالهرم_الى"، مطالبين بمنع عرض المسلسل الكويتي الذي يحمل نفس الاسم خلال شهر رمضان المقبل، متهمينه بالإساءة لنساء مصر.

وأثار الإعلان الترويجي للمسلسل الذي تعرضه فضائية "إم بي سي1" للكاتبة هبة مشاري حماة، والمخرج المثنى صبح، جدلا كبيرا، بعد ظهور فنانة مصرية تجسد دور راقصة، تحمل الجنسية المصرية، وتتسبب في هدم الأسرة المستقرة والوقيعة بين زوج وزوجته.

 

وقال صانع المحتوى الكويتي محمد الظفيري، إن مسمى شارع الهرم "مستفز"، ويحصر مصر في كباريهات شارع الهرم والراقصات، مؤكدا أن المصري يعني الحضارة والتاريخ، والفن وهوليود العرب.

مسلسل من شارع الهرم. #وقف_مسلسل_من_شارع_الهرم_الى pic.twitter.com/vQxu6IM3la

— محمد الظفيري (@Maldhufairi) March 19, 2022

 
"ليست المصرية وحدها"

وفي رؤيتها الفنية قالت الناقدة الفنية إيمان نبيل، إن "الدراما المصرية والعربية طوال تاريخها تصور الخليجي كونه رجلا ثريا يبحث عن المتعة الحرام وينفق أمواله في الكباريهات وشارع الهرم وعلى الراقصات المصريات".

وأضافت لـ"عربي21"، أن "الدراما المصرية بشكل خاص أظهرته أنه شخص متعطش للجنس ويتبع شهواته وباحث عن الساقطات، ويشتري كل شيء بماله حتى النساء".

ولفتت نبيل، إلى أنه "وفي المقابل ظهرت الست الخليجية في الدراما المصرية والعربية كونها متسلطة ولسانها طويل ومتغطرسة"، موضحة أن "تلك الصورة وغيرها من الصور التي تتحدث عن النساء في الدراما تنسحب على باقي الجنسيات العربية".

وتعتقد أن الكثير من "المشاهد قد تأتي في سياقها الفني، وأخرى كان يجب معالجتها بطريقة أفضل حتى لا تمثل إهانة للمصريات أو الخليجيات، اللاتي تُظهر الدراما أن بعضهن يخلعن العباية ويفعلن ما يردن ببلدان أخرى".

وأكدت أن "أغلب تلك الإسقاطات على الخليجية تكون في سياق الدراما، وفي صورة قد تكون مهينة أكثر من إهانة المصريات هنا".

وترى أنه "من الطبيعي جدا أن تظهر من بين المصريات وغيرها من الجنسيات العربية شخصية راقصة مثل فيفي عبده، وشخصية سيدة أعمال، أو بطلة رياضية، أو سيدة مكافحة تعول أسرتها، فالحياة فيها كل شي".

لكن الناقدة الفنية عادت لتؤكد أن "مشهد روجينا مهين جدا ويثير غضب أي مصرية، كونه يتحدث عن سيدة فتدخل روجينا المسرح وترقص على أغنية تخص المرأة المصرية"، مطالبة روجينا بالاعتذار للمصريات".

وتابعت: "وفي المسلسل الكويتي؛ ولأن اسم شارع الهرم عند المصريين مهين جدا واستخدامه في سياق راقصة مصرية تدمر حياة أسرة خليجية هو مهين أيضا للمصريات".

وعن مواقف درامية وسينمائية مشابهة أغضبت المشاهدين والنساء المصريات، تحدثت إيمان نبيل عن فيلم للممثلة إلهام شاهين ونور الشريف، تدور أحداثه عن بيع أب لابنته إلى ثري عربي، تدخل مستشفى المجانين بعدها على إثر اعتداء أولاده عليها.

"إهانات مقصودة"

من جانبه، أشار الكاتب الصحفي والباحث الإعلامي خالد الأصور، عن حالة التردي التي أصابت الفن المصري، وعن تهافت الفنانين المصريين على جهات الإنتاج الخليجية، لافتا إلى أن تلك الإهانات مقصودة.

وقال لـ"عربي21": "حين يقول أحد أهم وأكبر الممثلين المصريين وهو محمد صبحي، إن الرياض هي عاصمة الفن والثقافة العربية، فهذا مؤشر مهم على الانحدار الذي وصل إليه حال الفن والدراما في مصر".

وأضاف: "والمؤلم والمخزي أن هذا المشخصاتي ذاته الذي يشيد بما يسميه رعاية السعودية للفن، تلقى صفعة مدوية من راعي الفن في السعودية ومصر، من تركي آل الشيخ (رئيس هيئة الترفيه السعودية)، ووصف مشخصاتي هو من تركي ذاته".

وتابع الأصور: "وهكذا أصبح رأس المال الخليجي قِبلة يؤمها ويتهافت عليها ممثلون لا يدركون قيمة بلدهم".

وأكد أن "الممثلة روجينا، زوجها هو نقيب (المشخصاتية المصريين) وفق تعبير تركي، لم نسمع له همسا للرد على هذه الإهانة والمهانة التي طالت الممثلين الذين هو نقيبهم".

ويعتقد الكاتب والباحث المصري أن "هذه الإهانات لمصر مقصودة، وهي تحظى برضا أو على الأقل تبرير المنتفعين والانتهازيين من الممثلين والإعلاميين وكذلك السياسيين في مصر".

وعبر مواقع التواصل الاجتماعي انتقد متابعون المسلسل كونه إنتاجا كويتيا، وجرى تصويره بالإمارات، ويذاع بمنصة سعودية، معتبرين أن هدفه واضح وهو إهانة المرأة المصرية وإظهارها في نموذج الراقصة أو فتاة الليل سيئة السمعة.

 

مسلسل انتاج كويتي، متصور فى الإمارات، مُذاع على منصة سعودية هدفه واضح هو إهانة المرأة المصرية وإظهارها فى نموذج الراقصة او فتاة الليل سيئة السمعة.
السؤال هل النموذج ده مش موجود فى اى من الدول المشاركة فيه؟ليه الإصرار المبالغ فيه لإهانة المصريين؟#وقفمسلسلمنشارعالهرم_الى pic.twitter.com/0zIia7NGs5

— Hαρi (@mklixi) March 19, 2022

وطالب البعض دولة الكويت بوقف عرض المسلسل، متهمينه بإهانة كل النساء العربيات لا المصريات فقط.

#وقفمسلسلمنشارعالهرم_الي المصرية معروفة هي مين من فجر التاريخ وحتى الآن ملكة متوجة
منتظرين قرار سادة القرار في دولة الكويت الشقيقة بوقف هذا المسلسل المهين لكل النساء العربيات لا المصريات فقط ونحن على ثقة بأن القرار سيكون في صالح الكل pic.twitter.com/q9a8a3wfj7

— #مصر🇪🇬معشوقتي 💞 الحمد لله على نعمة مصر ♥️🇪🇬♥️ (@yamasryaomy) March 19, 2022